Aymen Khalil
سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة '' 77640111

عزيزي الزائر نرحب بك في منتدانا و نتمنى لك قضاء وقت ممتع و مفيد
انت غير مسجل لدينا تواجدك معنا يشرفنا
فسجل وستجد المفاجئات.
Aymen Khalil
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Aymen Khalil

اهلا بكل زائر ارجو انكم تسجلوا في منتدانا الغالي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة ''

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
aymenmessi10
المدير العام
المدير العام
aymenmessi10


عدد المساهمات : 389
نقاط : 1285
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 02/08/2010
العمر : 27
الموقع : https://aymenkhalil.mam9.com

سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة '' Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة ''   سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة '' Emptyالجمعة فبراير 25, 2011 3:51 pm

"الأخوة " الإسلامية

هي رابطة نفسية تورث الشعور العميق بالعاطفة والمحبة والاحترام، مع كل من تربطك وإياه أواصر العقيدة الإسلامية وركائز الإيمان والتقوى، فهذا الشعور الأخوي الصادق يولد في نفس المسلم أصدق العواطف النبيلة في اتخاذ مواقف إيجابية من التعاون والإيثار والرحمة والعفو عند المقدرة، واتخاذ مواقف سلبية من الابتعاد عن كل ما يضر بالناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم والمساس بكرامتهم ولقد حث الإسلام على هذه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله وبين مقتضياتها وملتزماتها في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قال الله تعالى: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[ [الحجرات: 10] وقال تعالى: ]وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا[ [آل عمران: 103] وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه» رواه البخاري ومسلم، وكان من نتيجة هذه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]والمحبة في الله أن تعامل أفراد المجتمع الإسلامي عبر التاريخ وخلال العصور على أحسن ما تعامل الناس مواساة وإيثارا وتعاونا وتكافلاً.
إذا علم ذلك فما عليكم يا شباب الإسلام إلا أن تلجوا باب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله وتتحقق قلوبكم بمعانيها لتكونوا فيما بينكم رحماء وعلى أعدائكم أقوياء أشداء متأسين برسول الله r وبصحابته الكرام الذين وصفهم الله بقوله: ]مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ[[الفتح: 29وبالله التوفيق.

من آثار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ونتائجها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» رواه مسلم.
أيها المسلمون العمل بهذا الحديث من أعظم الأسباب الموصلة للتآلف بين المسلمين وقلة الشحناء بينهم فالمؤمنون إخوة في النسب أبوهم آدم وأمهم حواء لا يتفاضلون إلا بالتقوى وأخوة في الدين قال تعالى: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[ [الحجرات: 10] وقال رسول الله r «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه» رواه البخاري ومسلم، وقال عليه الصلاة والسلام «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى» رواه البخاري ومسلم، ولهذا قال r «لا تحاسدوا» أي لا يحسد بعضكم بعضًا، والحسد تمني زوال النعمة عن أخيك المسلم وهو حرام لأنه اعتراض على الله في نعمته وقسمته وقال النبي r «دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر» رواه البزار والبيهقي وغيرهما بإسناد جيد.
وقال تعالى: ]أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ[ [النساء: 54].
ثم قال r «ولا تناجشوا»، والنجش هو أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها ليغر غيره بها وهو حرام لأنه من أسباب العداوة والبغضاء ومن أسباب أكل المال بالباطل ولهذا قال بعض العلماء الناجش آكل ربا خائن غاش ومن غشنا فليس منَّا، ثم قال r: «ولا تباغضـوا» أي لا يبغـض بعضـكم بعضًا بتعاطي
أسباب البغضاء من السب والشتم واللعن والغيبة والنميمة والخمر والميسر .
قال الله تعالى: ]إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[ [المائدة: 91]، وقال r «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم، وقال r «ألا أنبئكم بشراركم؟» قالوا بلى يا رسول الله قال: «المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العنت» رواه أحمد والعنت المشقة وقال تعالى: ]لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا
مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا[ [النساء: 114].
والتباغض المذموم هو الذي منشؤه التنافس في الدنيا واتباع الأهواء، فأما الحب لله والبغض لله فهو أوثق عرى الإيمان وأحب الأعمال إلى الله، وقال عليه الصلاة والسلام: «من أحب لله وأبغض لله وأعطى الله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» رواه أبو داود والترمذي فيجب عليك أيها المسلم محبة الله ومحبة رسوله ومحبة الصالحين ومحبة ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح، لأنك مع من أحببت

يوم القيامة كما يجب عليك بغض الكفر والفسوق والمعاصي وبغض الكفرة والمشركين والعصاة والملحدين.
وصدق الله العظيم إذ يقول: ]وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[ [الحجرات: 7، 8] وقال r «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» رواه مسلم.

من فضائل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله

لما كانت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله ملازمة الإيمان مقرونة مع التقوى فقد جعل الله لها من الكرامة والفضل وعلو المنزلة والأجر ما يدفع أبناء الإسلام إلى التحقق بها والحرص عليها عسى أن يكونوا من المؤمنين الأطهار والمتقين الأبرار والأصفياء الأخيار ومن فضائل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله أن المتحابين في الله:
1- تكون وجوههم نورًا، كما في الأحاديث التي رواها أبو داود، وأحمد النسائي وابن حبان في صحيحه

2- أنهم في ظل عرش الله يوم القيامة كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم رجلان تحابا في الله متفق عليه.
3- أن الله يحبهم كما في قصة الذي زار أخا له في قرية لأنه يحبه في الله فأخبره الملك أن الله يحبه كما أحبه فيه رواه مسلم.
4- أن من أحب الله وأحب لله يجد حلاوة الإيمان ولذته كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
5- أن المحبة لله وفي الله توجب الإيمان الذي يوجب دخول الجنة كما في الحديث الذي رواه مسلم «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
6- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله جامعة الإيمان كما قال تعالى: ]فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ[ [التوبة: 11].

شروط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله

للأخوة في الله شروط أساسية لا ينتظم عقدها إلا بها ولا يمكن أن تكون مقبولة عند الله عزوجل إلا أن ينتهج المسلمون سبيلها ويأخذوا بأحسنها.
وإليكم أيها الإخوة المسلمون أهم شرائطها وأظهر أساسياتها لعلها أن تكون ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وهي:
1- أن تكون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]خالصة لله.
2- أن تكون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله مقرونة بالإيمان والتقوى.
3- أن تكون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ملتزمة منهج الإسلام.
4- أن تكون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قائمة على النصح لله ولعباده قال عليه الصلاة والسلام «الدين النصيحة» قالها ثلاثا، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم.
من وسائل التعميق لروح الأخوة
وأظهر الوسائل لتعميق روح [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ما يلي:
1- إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه.
2- إذا فارق الأخ أخاه فليطلب منه الدعاء له بظهر الغيب.
3- إذا لقي الأخ أخاه فليطلق وجهه عند اللقاء أي يلقه بوجه متهلل بالبشر والتلطف والابتسام.
4- إذا لقي الأخ أخاه فليبادر إلى مصافحته والسلام عليه.
5- أن يكثر من زيارة أخيه المسلم بين الحين والآخر.
6- أن يهنئه ويدخل السرور عليه عند المناسبات السارة.
7- أن يعزيه ويسليه ويواسيه عند المصائب.
8- أن يساعده ويعاونه عند الحاجة.
9- أن يؤدي له حقوق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كاملة.
ولا شك أيها الإخوة في الله أن الأخ إذا قام بتنفيذ هذه الوسائل نحو أخيه المسلم على الوجه الأكمل توثقت بينهما عرى المودة وتعمقت معاني المحبة وقويت أخوة الإسلام بينهما.

من فوائد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وثمراتها

الأخوة في الله نعمة يهبها الله للجماعة المسلمة ويهبها لمن يحبهم من عباده ويترتب عليها فوائد وثمرات يجتنيها من يحب في الله ويبغض في الله وهي:
1- أنه يتذوق حلاوة الإيمان فيحيا حياة السعداء.
2- أنه يحيطه الله برحمته ويقيه شدائد يوم القيامة.
3- أنه ينال الأمن والسرور ويعد في صفوف السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله.
4- تكون شجرة إيمانه مورقة مزهرة مباركة.
5- أنه يستشعر زيادة محبة الله ورسوله ويجد حلاوتها في قلبه.
6- المحبة في الله علامة القبول وعنوان التوفيق.
7- أن زيادة درجات الجنة تنال في صدق الإخاء في الله.
8- أن المتحابين في الله قلوبهم مطمئنة آمنة من الأهوال تتلألأ وجوههم نورًا وسرورًا يوم القيامة.
9- أنها عروة الإيمان الوثقى من تمسك بها نجا.
10- أنها من بشائر الأعمال الصالحة الموصلة إلى قبول الله تعالى الدالة على الهداية والنجاح.
11- أن المتحابين في الله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يوم القيامة.
12- أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الله سلوك حسن وصحبة نافعة وسيرة طيبة ونية صالحة وعيشة سعيدة.
13- أن الداعي إلى المحبة والأخوة له نصيب في الخير وسهم في الأجر.
14- أن الحب في الله يدل على كمال الدين وصفاء السريرة والعمل المتقن وخوف الله ورعاية حقه واحترام كتابه وحب نبيه r.
15- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تعين على طاعة الله تعالى.
16- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تكافل اجتماعي إنساني.
17- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أنس ومحبة وتكاتف وإحساس بحاجة الأخ والسعي لقضائها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الجليس الصالح وكيف نختاره؟

جليسك الصالح يشعر بشعورك ويعتني بشئونك ويهتم بأمورك يفرح لفرحك ويحزن لحزنك ويسر بسرورك، ويحب لك ما يحب لنفسه ويكره لك ما يكره لنفسه، وينصح لك في مشهدك ومغيبك، يأمرك بالخير وينهاك عن الشر ويسمعك العلم النافع والقول الصادق والحكمة البالغة ويحثك على العمل الصالح المثمر ويذكرك نعم الله عليك لكي تشكرها ويعرفك عيوب نفسك لكي تجتنبها ويشغلك عما لا يعنيك.
وهكذا استاذك الصالح يجهد نفسه في تعليمك وتفهيمك وإصلاحك وتقويمك يطالبك بالعمل وينتظر من ظاهرك ثمرة ما يغرس في باطنك إذا غفلت ذكرك، وإذا أهملت أو مللت بشرك وأنذرك وليس في الجلساء من ينفعك خيره ويضرك شره كالأستاذ الذي يعد لك أبا ثانيا وكما يكون هو تكون أنت والجليس الصالح يسد خلتك ويغفر زلتك ويقيل عثرتك ويستر عورتك وإذا اتجهت إلى الخير حثك عليه ورغبك فيه وبشرك بعاقبة المتقين وأجر العاملين وقام فيه معك وكان لك عونًا عليه.
وإذا تكلمت بسوء أو فعلت قبيحا زجرك عنه ومنعك منه وحال بينك وبين ما تريد، جليسك الصالح لا يمل قربك ولا ينساك على البعد، وإن حصل لك خير هنأك وإن أصابتك مصيبة عزاك يسرك إذا حضرت بحديثه ويرضيك بأفعاله ويحضر بك مجالس العلم وحلق الذكر وبيوت العبادة ويزين لك الطاعة بالصلاة والصيام والإنفاق في سبيل الله وكف الأذى واحتمال المشقة وحسن الجوار وجميل المعاشرة.
ويقبح لك المعصية ويذكرك ما يعود به الفساد عليك من الويل والشقاء في عاجل الأمر وآجله، وما زال ينفعك ويرفعك ويزجرك ويودعك حتى يكون كبائع المسك وأنت المشتري ولصلاحه ونصحه لا يبيع عليك إلا طيبًا ولا يعطيك إلا جيدًا وإن أبيت الشراء طيبك وصب عليك العطر فلا تمر بشارع ولا تسلك طريقًا إلا وعبق منك الطيب وملأت به الأنوف وأولئك هم القوم لا يشقى بهم جليسهم تنزل عليهم الرحمة فيشاركهم فيها ويهم بالسوء فلا يقوله ولا يستطيع فعله إما مخافة من الله وإما حياء من الناس.
فالخير الذي تصيبه من جليسك الصالح أبلغ وأفضل من المسك الأذفر فإنه إما أن يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك أو يهدي لك نصيحة أو يحذرك من الإقامة على ما يضرك فيحثك على طاعة الله وبر الوالدين وصلة الأرحام ويدعوك إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله فإن الإنسان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجليسه والطباع والأرواح جنود مجندة يقود بعضها بعضًا إلى الخير أو إلى ضده وفي الحديث: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخاللوفي الحكمة المشهورة: «لا تسأل عن المرء واسأل عن قرينه».
وأقل ما تستفيده من الجليس الصالح أن تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي رعاية للصحبة ومنافسة في الخير وترفعًا عن الشر وفوائد الأصحاب الصالحين لا تعد ولا تحصى وحسب المرء أن يعتبر بقرينة وأن يكون على دين خليله، وأما قرين السوء فهو بضد ذلك كله فإنك إن لم تشاركه إساءته أخذت بنصيب وافر من الرضى بما يصنع والسكوت على شر تخاف منه وتحذره وتحتاط لحفظ كرامتك من أن يمزقها أو أن يسمعك عن نفسك أو عن الآخرين ما لا تحب فهو كنافخ الكير وأنت جليسه القريب منه يحرق بدنك وثيابك ويملأ أنفك بالروائح الكريهة وأنت وإياه في الإثم سواء ومن أعان على معصية ولو بشطر كلمة فهو كالفاعل وكل كلام لا يحل فهو من اللغو الذي مدح الله تاركيه بقوله: ]وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ[ [القصص: 55] وقد يكون جليس السوء قويًّا لا تستطيع مقاومته ولا الإنكار عليه فخير لك الابتعاد عنه لئلا تقع في معصيتين السكوت على الباطل وموافقة أهله.
وفي مجالس الشر تقع في الغيبة والنميمة والكذب واللعن وكل كلام فاحش ويقع اللهو والطرب وممالاة الفساق ومجاراتهم على الإسراف في الإنفاق والخوض في الباطل ]وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ *[ [الأنعام: 68].
وإن أعظم مثل يصور لنا خطر جليس السوء ما حصل لأبي طالب عم النبي r عند وفاته جاء إليه النبي r حين احتضاره وهو يلفظ آخر أنفاسه فقال له رغبة في إسلامه: يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله.
فقال أبو جهل وكان جالسًا عنده: أترغب عن ملة عبد المطلب، فرسول الله r يلقنه الإسلام وأبو جهل يلقنه الكفر إلى أن مات وهو يقول: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا إله إلا الله بسبب جليس السوء فمصاحبة الأشرار ومجالستهم مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم وشر على من خالطهم فكم هلك بسببهم أقوام؟ وكم قادوا أصحابهم في المهالك؟ وقد قال الله تعالى مخبرًا عن عاقبة الظالمين وتمنيهم سلوك طريق المؤمنين وندمهم على مصاحبة الضالين: ]وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً *[ [الفرقان: 27-29] وقال النبي r: «لا تصحب إلا مؤمنا»ويقول الشاعر:

إن القرين بالقرين يقتدي


واختر من الأصحاب كل مرشد

تزيد في القلب السقيم السقا


وصحبة الأشرار داء وعمى

فاجتنبن قرناء السوء


فإن تبعت سنة النبي

وقال «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة»( صدق رسول الله r فما أروعه من مثل يصور لنا حقيقة الجليس وما ينتج عنه من نفع أو ضر وخير أو شر وطيب أو خبث وصدق الله العظيم إذ يقول: ]قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *[ [المائدة: 100] اللهم وفقنا للجلساء الصالحين والأصدقاء الناصحين وزينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين آمين يا رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aymenkhalil.mam9.com
نونة نونة
مشرفة
مشرفة
نونة نونة


عدد المساهمات : 87
نقاط : 99
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011

سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة '' Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة ''   سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة '' Emptyالأحد أبريل 10, 2011 7:23 pm

يسلموو خيووو ويعطيك الف عافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة الآداب الاسلامية '' آداب الأخوة ''
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسلة التعريفات(تعريف الاسلام )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Aymen Khalil :: المنتديات الاسلامية :: المنتدى الإسلامي العام :: الكتب والبرامج والصوتيات اللاسلامية-
انتقل الى: